استيقظ بن حمدان ذات صباح والشمس تدغدغ عينيه فلم يقوى على مجاراتها فرفع يده اليمنى ليسقط خيالا على وجهه، ففتح مقلتة فأصبح ينظر حوله فرأى شخصا نائما إلى يساره فقام يفرك عينه اليسرى بيمينه لأنه يستند على راحة يده اليسرى، بعد عدة ثواني من الفرك و التفكير و التخمين لم يستطع بوحمدان الانتظار لمعرفة شخصية هذا الشخص النائم إلى جواره، هذه الثواني القليلة كانت تمر دهرا على سماحة الشيخ، كان يعيد إلى ذهنه ماجرى في ليلة البارحة، هل كان في كامل وعيه حين ذهب إلى النوم؟ هل ستمنعه الشمس من التمعن فيه جيدا؟ من هذا بحق السماء؟
أبعد بوحمدان يده عن وجهه بعد ان تأكد من خلوها من الشوائب المتجمعة طوال الليل، كانت حركة يده ثقيلة و بطيئة ليست كعادتها، هل كان هذا رعبا أم ترددا أم كان يمهل عقله بعض الوقت عله يتذكر ما حدث؟ ابقى يده مرفوعة تحجب الشمس عن عينه و نظر بشغف لمعرفة الشخص الذي بجواره.
كان الشخص ليس سوى أم حمدان. ما ان استوعب بوحمدان هذا حتى لعن الساعة التي استيقظ فيها و رجع لنومه.